-***********************************-
في هذا الشارع المنفرد قد جلست أنتظر الصديقة التي أحبها قلبي,إلى هذه
الجدران الرمادية الناعمة ألقيت رأسي ,و من هذه الكأس البلورية إمتصصت جرعة
الخمر ,لأنسى الهموم ,قد رأيت و رجلايا جالستين على الأرض, أحسست بهما قد
إنفجرتا من إيقاع الأقدام التي لم تعرف حقيقتها ,في يوم مقفر بارد ,على
أديمه أثار أيادي أناس أعيش بينهم ,و الفضاء ذا لباس لامع ,يكرمنا بلوحات
ساحرة تنظف أجسادنا من اوساخ الايام و السنون ...رأيت حسناء ساحرة ,رسم
يشبه حجر كريم ,تضحك حتى الموت, وراءها ,توقف مسن يبكي على ايام شبابه التي
اكل الدهر عليها و شرب ..أغمضت عيني, ثم فتحتهما فرأيت نار موقدة, تنتظر
أولادها الأعزاء, لتلتهمهم نهظت من مكاني ,ثم جلست, فرأيته مرصعا بالعقيق و
المرجان, ثم نظرت أمامي ,فأبصرت شعرا ذهبيا مبطنا بالمسك و الطيب ,قد
حملني الى نور العدم, حيث تقطن السكينة الخرساء, نظرت يسارا, فرأيت
رضيعا يتوسل الرب أن يخلصه من الدنيا ,فقد ضاق بها ذرعا ,ثم نظرت يمينا
,فرأيت الصديقة التي أحبها قلبي ,تقترف الجريمة ,وتهب نفسها أضحية للألهة
,للجحيم ,فخفق قلبي بشدة ,و مديت يدي لأخنقها, فإذا بي أستيقظ و انا أتخبط
تحت فراشي وسط فزع كبير, حينها فقط ,قد أدركت أن كل ذلك كان بالامس ,و
الامس حلم لا يعود ,فحملت نفسي ,كما وعدتها, و ألقيت بها إلى الهاوية
,لألحق بصديقتي البليدة